اذا رأيت انسان عشق الوحده فأعلم انه تحمل اكثر من اللازم

header ads

البندسليجا هي البايرن


قد يبدو العنوان مستفزاً للبعض، ولكن العنوان ولدَ هكذا مقهوراً، يكظم الغيظ مترفعاً عن نشاز الصغار، حالهُ حال العمالقة، يسيرون واثقي الخطوة لا يلتفتون الى الخلف، ولا يسمح حد بصرهم للنظرِ للأسفل، هذا حال العمالقة يا صديقي، إنهُ حال العملاق البافاري

هذا المقال ليس تعصباً للبايرن، ولكنه قد يكون دفاعاً عن البوندسليجا ونجومها الذين تفرط بهم أنديتهم كهدية ثمينة للدوريات الأخرى، مما يؤثر على جاذبية البوندسليجا في جميع النواحي .
زعيم البوندسليجا
منذُ أن بدأ اكتساحهُ للبطولات في سبعينيات الذهب والتألق وخطفِ الزعامة في بلاد الزعماء، ظهرَ في طريقه الكثير من الصغار الذين يهاجمونه ويقللون من أهميته وقيمتهُ التي لا ينكرها عاقل ولا يستسلمُ أمام أرقامهِ سوى الجاهل، ختمها في آخر موسمٍ بتفوق بعشرين نقطة على طرف نهائي دوري أبطال أوروبا بروسيا دورتموند .
البافاري يا سادة هو أنموذجٌ للكرة المثالية، ارتقى بزعامتهِ ليلعب دور الأخ الكبير لأندية البوندسليجا الأخرى، لا يعترف بأحدٍ منهم كغريم أو عدو، فيدعم هذا الفريق ولا يتوانى عن مساعدة فريق آخر ولو كان حتى من أندية الدرجة الثالثة .
نجاحات دورتموند " سيفٌ ذو حدين "
شهدت البوندسليجا في الموسمين الماضيين عودة نجمٍ الشمال من جديد، يُشع بنور أداء لاعبيه في سماء الكرة الأوروبية اسمه بروسيا دورتموند، ساهمَ كثيراً بتطورِ البوندسليجا بمنافستهِ الشرسة للعملاق البافاري، مما أجبرَ نجمة الجنوب على اعادة النظر جدياً في فسلفة ترجمة الأداء الى الإنجاز، والذي عانى بهِ الفريق البافاري منذُ مدة وعانت منه جماهيره من مسلسل هزيمة الآمتار الأخيرة سيكون من الإجحاف إنكار ما حققهُ رجال الفيستفاليا لرفعة قيمة البوندسليجا، وبرفده للاعبين مميزين ينافسون لاعبي البايرن بتمثيل المانشافت .
إلا أن بروسيا دورتموند بردة فعلهِ على انتقال جويتسه، يُثيرُ الكثير الكثير من علامات الإستفهام حول وضع الفريق الفيستفالي من مسؤولياتهِ تجاه الكرة الالمانية عموماً والبوندسليجا خصوصاً .
لا يختلف أحد بأن من حق يورجن كلوب الإحتفاظ بلاعبيه والغضب حين رحيلهم عن الفريق، فجهدٌ كبير يُبذل من أجل إعداد هذا اللاعب ليصل لهذا المستوى الذي وصل به الى عيون كبار أندية أوروبا وقلوب المشجعين حول العالم .
 ولكن ليس من حقك أيضاً أن تتحول منافستك لفريق بالدوري المحلي الى عداوةٍ غير مبررة، وخصوصاً وأن سجلكَ غزيراً بالإستغناءِ عن أفضل اللاعبين الى دورياتٍ أخرى
ومن الدهاء ما قتل 
لا تزال جملة المدير الرياضي لنادي باير ليفركوزن رودي فولر رنانةً في قاع بئر البوندسليجا، حينما أصرَ بجرأة أقربُ ما تكون للوقاحة، عندما رفضَ التنازل عن فيدال لبايرن ميونخ، وأهداهُ كضربة السكين في جسدِ البوندسليجا الذي لن يتأثر بصغائر صغارها، حينما صرحَ بأن فيدال لن يكون لأي نادٍ الماني !!
ولسخريةِ حكمة بيت الشعر القائل " وإن أكرمتَ اللئيمَ تمردا "، كان حينها يتألق فريقه باير ليفركوزن في ترتيب البوندسليجا بجهود المُعار من بايرن ميونخ توني كروس، فحينما يبني البافاري سطراً، يأتي مندفعوا الثقة والغرور ليهدموه عبثاً .
ولن يغيب ذكر تفضيل المارد الأخضر فيردير بريمن بالتفريطِ بأوزيل وماركو مارين، و كذلك هروب إدين دجيكو من فولفسبورج وكيفين برنس بواتينج من هيرتا برلين ومن ثم من دورتموند والكثير ممن لم يتمكنوا من الحفاظ على مواهبهم، وأصروا على قضاء فرصة تواجدهم في جوهرِ الانجاز واساسه في البوندسليجا .
بينما يجدر الإشادة بإدارتي شالكة وبروسيا مونشجلادبخ بالحفاظ على لاعبين من نجوم المانشافت، وهما: مانويل نوير، وماركو رويس، والحفاظ على تواجدهم بالبوندسليجا .
 البوندسليجا هي الأهم ..
ليس مُلاماً من لم يستطع لظروفٍ اقتصادية أو لسياسةٍ تنموية يتبعها أن يترك أفضل لاعبيه يرحل عن فريقه، ولكن من العار أن تُفرط بالنجوم الى الخارج على حساب الدوري لمنافسةٍ بين الأندية تخرج عن نطاق المسؤولية تجاه الأهم، وهي قيمة الدوري والتي تكمنُ قوتها بقيمةِ نجومها من اللاعبين والمواهب .
لم نكن لنسمعَ ردات الفعل الإستفزازية من بروسيا دورتموند إدارةً وجماهير إذا ما تم بيع جويتسه لأحد أندية الدوريات المنافسة للبوندسليجا.
مع أن البايرن قامَ بخطوةٍ إيجابية بحته تجاه البوندسليجا أولاً وتجاه بروسيا دورتموند نفسه، عندما حافظَ على اللاعب لُيمتع جماهير البوندسليجا بأدائه، وأنعشَ خزائن النادي الفيستفالي بمبلغٍ بدأ بهِ فاتسكه ورجاله باقتحام السوق الأوروبية بقوة، بعدَ أن كان جلُ تركيزهِ على مواهب الفريق والسوق المحلية على نطاقٍ ضيق، بالرغمِ من فعاليتها بفضل ما يملكهُ من كشافين مميزين .
في حين كان البايرن لا يبخل بلاعبيه على أندية البوندسليجا، بإعارته لفيليب لام، كروس، هاميلز وبإعادتهِ بودولسكي لكولن والكثير من المساهمات بالإحتفاظ بالنجوم لي البوندسليجا .
ولم يقترب البايرن من هيرمان البروسيا بارك ولا من دراكسلر شالكة، بينما اقتنصَ دورتموند رويس من مونشجلادبخ وحاولَ مع دراكسلر، فمن يريد إضعاف المنافسين؟
فإن المؤشرات الاخيرة لتحركات السوق بالنسبة لبروسيا دورتموند، تُشير الى أن النادي يحاول أن يرد على البايرن كما فعل باير ليفركوزن بصفقة فيدال، فلربما سيتنازل دورتموند عن ليفانوفسكي لأحد الأندية الأوروبية، ولكن ليس للبايرن.
وهنا تكمن المشكلة، بأن يكون ليفاندوفسكي فيدال آخر، ليس طمعاً بتواجده مع البايرن، بل قلقاً وخوفاً من غياب أهداف هذا السفاح عن جولات البوندسليجا، كما افتقدنا لجولات وصولاتِ أوزيل، مارين وكاجاوا وغيرهم الكثير من ضحايا سذاجة بعض إدارات الأندية وقرارتها غير المسؤولة .

إرسال تعليق

0 تعليقات